ملخّص
يهدف هذا البحث إلى المساهمة في دراسات الفولكلور الشعبي المصري من خلال جمع وتحليل الأزياء التقليدية البدوية الخاصة بالنساء في مركز الحسينية محافظة الشرقية، من حيث مكوناتها وأساليب زخرفتها، وذلك في محاولة للحفاظ على هذا التراث الذى تعرض للاندثار والزوال بسبب التطور التكنولوجي والحضاري السريع، وقد اتبع في هذا البحث المنهج الوصفي والتحليلي.
تم جمع المادة الميدانية وتصوير الأزياء التقليدية ومكملاتها من بعض السيدات التي تقيمن في الخيام والتي يطلق عليهم (عرب الشرقية) في مركز الحسينية، كما توصلت الدراسة إلى أن هذه الأزياء لم تستعمل حتى الآن إلا في المناسبات فقط، وأنه حدث الكثير من التغير في شكل الأزياء وطريقة زخرفتها، وعليه تؤكد الباحثة على ضرورة جمع وحماية هذا التراث الثقافي المتمثل في الأزياء التقليدية.
الكلمات المفتاحية : الوحدات الزخرفية- الأزياء التقليدية- مكملات الزى- المرأة البدوية- المحافظة الشرقيّة.
Abstract
This research aims to contribute to studies of Egyptian folklore by collecting and analyzing traditional Bedouin costumes for women in Al-Husseiniya Center, Sharkia Governorate. In terms of its components and methods of decoration, in an attempt to preserve this heritage that has been subject to extinction and disappearance due to rapid technological and cultural development, this research has followed the descriptive and analytical approach. Field material and photographs of traditional costumes and their accessories were collected from some women who live in tents and are called (Sharqiya Arabs) in the Al-Husseiniya Center. The study also found that these costumes have not been used until now except on special occasions, and that there has been a lot of change in the shape of the costumes and the way they are decorated. Accordingly, the researcher emphasizes the necessity of collecting and protecting this cultural heritage represented by traditional costumes.
Keywords: Decorative units, Traditional costumes, Costume accessories, Bedouin women – Sharqia governorate.
Résumé
Cette recherche vise à contribuer aux études du folklore égyptien en collectant et en analysant les costumes traditionnels bédouins pour les femmes du centre d’Al-Husseiniyah, gouvernorat de Sharqia, en termes de leurs composants et méthodes de décoration, dans le but de préserver ce patrimoine, qui a été exposé à l'extinction et à la disparition en raison du développement technologique et culturel rapide. Dans cette recherche, l'approche descriptive et analytique est utilisée. Du matériel de terrain a été collecté et des photographies de costumes traditionnels et de leurs accessoires ont été recueillies auprès de certaines des femmes qui vivent dans des tentes, appelées (Arabes de l'Est), au Centre d’Al-Husseiniya.
L'étude a également conclu que ces costumes n'ont pas été utilisés jusqu'à présent, sauf lors d'occasions spéciales, et qu'il y a eu beaucoup de changements dans la forme des costumes et dans la façon dont ils sont décorés, c'est pourquoi le chercheur souligne la nécessité de collecter et de protéger ce patrimoine culturel représenté par les costumes traditionnels.
Mots-clés:Unités décoratives, Costumes traditionnels, Suppléments de costumes, Femmes bédouines, Gouvernorat de Sharqia.
مقدمة
إن مصر بلد ذو ماضٍ، وأمة ذات عادات وتقاليد ومهد حضارات قديمة، وكل محافظة من محافظات مصر لها جغرافيتها الخاصة المميزة، وتقف مصر في معظم المظاهر الجغرافية وحدها، إذ أن لها شخصية جغرافية مميزة تنعكس على مظاهر الحياة فيها، كما أن مصر أرض المزروعات، فليس هناك غطاء نباتي أو نبات طبيعي ، لا حشائش ولا غابات ، ثمة فقط غطاء زراعي، وتتميز تضاريس مصر بالسهولة والتسطيح، ويعتبر وادى النيل المسيطر الأول على البيئة الجغرافية المصرية، وفى تشكيل البيئة المصرية.
ومصر في القرآن الكريم جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة. ويقول الكندي: وصفها بما لم يصف به مشرقا ولا مغربا ولا سهلا ولا جبلا ولا برا ولا بحرا. (كم تركوا من جنات وعيون ، وزروع ومقام كريم ، ونعمة كانوا فيها فاكهين) سورة الدخان الآية (25 – 27). ومصر في القرآن الكريم: أمنية المتمني وجواب السائلين:
"اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ". سورة البقرة الآية (61). وحين خرج أخوة يوسف من الشمال ووفدوا على مصر ، حدّث أخوهم بنعمة ربه عليه وعليهم فقال: "وقد أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي من السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ" سورة يوسف الآية (100).
وهى وطن هاجر أم اسماعيل وماريه أم ابراهيم وهى وطن قارون الذى أتاه الله من الكنوز- أي كنوز مصر "مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ". سورة القصص الآية (76). وكان كعب الأحبار يقول : لولا رغبتي في الشام لسكنت مصر، فقيل: ولِمَ ذلك يا أبا إسحق ؟ قال: إني لأحبُ مصر وأهلها ، لأنها بلدة مُعافَاة من الفتن ، وأهُلها أهُل عافية، فهم بذلك يعُافون، ومن أرادها بسوء كَبّه الله على وجهه ، وهو بلد مبارك لأهله فيه.(أحمد فؤاد،1989، ص258).
والكندي في فضائل مصر يورد مَنْ كان بمصر من الأنبياء فيذكر منهم:
إبراهيم الخليل وإسماعيل ويعقوب ويوسف وإثنا عشر نبيًا من ولد يعقوب وهم الأسباط وموسى وهارون ويوشع بن نون، وعيسى ابن مريم، ودانيال عليهم السلام.
وتتشكل جغرافية مصر الطبيعية من الموقع والسطح والمناخ ولكلٍ دوره في تشكيل شخصيتها:
الموقع: تقع مصر في الركن الشمالي الشرقي من قارة إفريقيا وتتأثر بمياه بحرين صغيري المساحة نسبيًا هما الأبيض المتوسط في الشمال والبحر الأحمر في الشرق بالإضافة إلى انخفاض سطح ساحلها المطل على البحر المتوسط وأيضا امتداد البحر الأحمر في الشرق بين قارتين ويغلق بحباله من هذا الجانب.(القمحاوي،2013،ص79).
لموقع مصر الجغرافي دوره في تكوين سمات الشخصية المصرية، الخلقية والنفسية التي انعكست على الحضارة والفنون، فقد سهل موقعها تلاقى الحضارات وامتزاجها، ونتج عن ذلك تكوين الذوق المصري الذي قام بعملية سِبرِغَوْرِ الألوان الثقافية. حيث أخذ يتذوقها ويهضمها ثم اهتدى إلى تمييز ما يلائمه منها. وهذا ما فعلته "هليوبوليس" في مصر الفرعونية القديمة، ثم ما فعلته "الإسكندرية" في العهدين الإغريقي والروماني، ثم ما فعلته "القاهرة" في العصر الإسلامي. (مـحمد، 1992، ص14).
السطح:يرى بعض الباحثين أن هضاب مصر كانت خضراء ممطرة في الأزمان السحيقة وأن مجرى النيل كانت تَحَفُّه عدة مستنقعات، تَعذَّر على الإنسان أن يقيم حياته فيها ، فعاش على الرعي والصيد بين جنبات الهضاب الخضر، ثم حدث جفاف وتحجرت الهضاب وغادرها سكانها واتجهوا إلى المستنقعات في أسفل الوادي وحولوها بجهود جبارة إلى حقول مزروعة ، تشقها مجارى الري والصرف ، وبدأ الإنسان يكون سطح مصر.... فمصر هبة المصريين, وهذا ما أكد صفات الشخصية، والرسوخ والانفراد بالذات, وأثر في تكوين الشخصية المصرية. (مـحمد، 1992، ص15).
كما تميز سطح مصر بالتجانس حيث أثار هذا التجانس انتباه العرب فوصفوا مصر بقولهم : "هي ما بين أربع صفات ، فضة بيضاء ، أو مسكة سوداء ، أو زبرجدة خضراء ، أو ذهبة صفراء. وذلك أن النيل يعمّ أرضها فتصير كالفضة البيضاء. ثم ينصب عنها فتصير مسكة سوداء، ثم تزرع فتصير زبرجدة خضراء، ثم تستحصد فتصير ذهبة صفراء" (النويري ش.، 1976، ص357). ومن أثار سهولة السطح على تكوين الشخصية المصرية أنها جعلت الروح المصرية تتسم بالبساطة والوضوح وألفت الرتابة وأيضا التلقائية. ولاشكّ أن لهذه القيم آياتٍ تجلت في حضارتها وفنونها. (الرفاعي، 1971، ص24).
سطح مصر إذن هو "شغل يد" الفلاح وإذا كان جسم الوادي نفسه من صنع النيل فإن سطحه من صنع الإنسان، فإذا أضفنا الري الصناعي أدركنا أن البيئة كلها مصنوعة من عمل الإنسان، إن المنظر الطبيعي إنما هو بشرى إلى أقصى حد ممكن أو متصور. (حمدان، 1989، ص17).
المناخ : يتأثر مناخ مصر بعدة عوامل أهمها الموقع ومظاهر السطح والنظام العام للضغط والمنخفضات الجوية والمسطحات المائية 2 ، حيث ساعد ذلك كله على تقسيم مصر إلى عدة أقاليم مناخية متميزة فتقع مصر في الإقليم المداري الجاف فيما عدا الأطراف الشمالية التي تدخل في المنطقة المعتدلة الدفيئة التي تتمتع بمناخ شبيه بإقليم مناخ البحر المتوسط الذي يتميز بالحرارة والجفاف في أشهر الصيف وبالاعتدال في الشتاء مع سقوط أمطار قليلة تتزايد على الساحل3. إن لم يكن مناخ مصر هو نموذج التجانس النادر، فإنه على الأقل أكثر عناصر البيئة المصرية تجانسًا بالتأكيد ، والواقع أن أهم الاختلافات المناخية الإقليمية في مصر هي تلك التي ترتبط باختلاف خطوط العرض من الجنوب إلى الشمال . (حمدان، 1989، ص21).
ولعلّ من أكثر الأسباب التي بهرت الأوربيين عند زيارتهم لمصر هو مدى ارتباط الإنسان المصري بالأرض والبيئة ومدى التجانس الطبيعي غير المفتعل بين الإنسان المصري والأرض والمناخ، والتي يفتقدها الأوربي في عالم صناعي صلب سريع التغير يفصل بين الإنسان والطبيعة. (محمود، 1998، ص24).
ومن هنا أيضا ضرورة الشباك الخشبي – في المسكن المصري وقلة فتحات الشبابيك أصلا في المسكن القروى ، وذلك تقليلا لكمية الضوء الباهر والحر اللافح في الداخل ، عكس البلاد الشمالية حيث تصل الفتحات والنوافذ إلى أقصاها ويختفي الشباك دون الزجاج طلبا للحد الأقصى من الضوء الطبيعي والدفء.
(محمود، 1998، ص24).
ويكتب أحد الأفراد عند زيارته مصر وبهرته ببيئتها قائلا في مذكراته:
"إذ ينبغي على المرء أن يدرك السحر اللذيذ لهذه البلاد السعيدة ليفهم جاذبيتها التي تفوق الوصف وفتنتها التي لا حدود لها والشوق الشديد لكل من عاش فيها ليعود إليها ، ففي هذه البلاد فقط ولا سواها يمكن أن يكون مهد البشرية حيث الشرق المزهر الباسم ، والصيف الواضح غير الكئيب، لا في بلاد الشمال الباردة الجرداء العابسة". (الشيخ، ص102). ومما سبق يتضح أن طبيعة مصر الجغرافية قد أثرت في شخصيتها وحددت سماتها وأيضا شكل حضارتها ... المُمَّثلة في "الدين والفن".
تعتبر محافظة الشرقية موضوع بحثنا، من أهم محافظات مصر تاريخيا وحضاريا، فقد أكسبتها ظروفها الجغرافية وموقعها الهام مكانة فريدة على امتداد التاريخ القديم والحديث، جعل منها الحارس للمدخل الشرقي لمصر، فمنذ أكثر من ألف وخمسمائة عام قبل الميلاد ثار أبناء الشرقية في وجه الهكسوس وأشعلوا الشرارة الأولى في الثورة ضدهم إلى الآن، تمكّن أحد ملوك الفراعنة وهو أحمس الأول مؤسس الأسرة الثامنة عشر من طردهم خارج البلاد. (البري، 1967، ص14).
ومنذ ذلك الوقت أصبحت الشرقية تمثل واحدا من الخطوط الوطنية البارزة على مسرح الأحداث المصرية، وقد حظيت الشرقية باهتمام الفراعنة وازدهرت عواصمها في عهد الأسرتين 21،22 في تانيس (صان الحجر) وموقعها بمركز الحسينية، وفي عهد الأسرة السادسة والعشرين عمل مؤسسها "ابسماتيك" الذى اتّخذ صان الحجر حاليا عاصمة له على تنمية الروابط التجارية والثقافية بين مصر وبلاد اليونان.
وفي العصر اليوناني وبعد فتح الإسكندر الأكبر لمصر، توافد عدد كبير من أعظم فلاسفة الإغريق وعلمائها إلى المدن الشهيرة في مصر ومنها بعض المدن في منطقة الشرقية مثل سايس وبوبسطه وتانيس "صان الحجر".(أبوزيد، ص27) كما تعددت هجرة القبائل العربية إلى مصر منذ الفتح الإسلامي لها وكانت الشرقية بحكم الموقع هي المنفذ الطبيعي لدخول تلك القبائل وربما كان اختيارهم لأرض الشرقية راجعا إلى التشابه البيئي بينها وبين الموطن الأصلي لتلك القبائل. (البري، 1967، 46)يعد الزي من الملامح الهامة الدالة على ثقافة المجتمع البدوي، كما يعد في الوقت ذاته أحد مؤشرات التغير الذي تعرض له هذا المجتمع، والزي لدى "قبائل البدو" له أهميه خاصة إذ يعبر عن الانتماء للقبيلة ويحدد هوية الشخص بين مختلف القبائل البدوية. (إمام، ص165).
وكان عرب الشرقية يعيشون علي رعي الغنم والماعز والإبل والخيل والمتاجرة في نتاجها وأوبارها وكانوا قوما رحلا يتنقلون من مكان إلى مكان، وكانوا يسكنون في خيام يطلقون عليها بيوت الشعر وهذه تكبر وتصغر بحسب طاقة كل أسرة. في هذا السّياق يذكر "أحمد لطفى السيد" في كتابه "قبائل العرب في مصر" وهى: العبابدة- العبس- العقايلة- الأخارسة- أولاد على – أولاد موسى- أولاد سليمان- البياضين- نبى عدى- الضعفا- الفرجان- الفوايد- الجليلات- الهنادى- هتيم- قيس- المساعيد- النجمة- النفيعات- السعديين- سمالوس- السماعنة- الصوالح- الطميلات. (السيد، ص33).
أهمية البحث وأهدافه
تعد الأزياء التقليدية أحد عناصر الثقافة المادية، والتي تعبّر عن ثقافة شعب ومجتمع معين، والذى بدأ في طريقه للاختفاء، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة جمع وتحليل هذه الأزياء التقليدية والحفاظ عليها. أمّا أهدافه المتجلّية وحدوده فتتمثّل في:
-
جمع الأزياء التقليدية ومكملاتها.
-
تحليل الوحدات والزخارف المستخدمة في الزخرفة.
-
الحفاظ على التراث الشعبي المتمثل في الأزياء التقليدية .
وتتمثّل حدوده المكانيّة والزّمانيّة فيما يأتي :
الحدود المكانية: مركز الحسينية التابع لمحافظة الشرقية.
الحدود الزمانية: الأزياء التقليدية الموجودة لدى النساء عند بدو الشرقية.
وقد استندنا في بحثنا على تقنيّة الاستبيان والمقابلات:
-
الاستبيانات: من خلال عرض بعض الاسئلة المرتبطة بالأزياء ومكملاتها لجمع معلومات تتميز بالدقة والوضوح.
-
الجمع الميداني والمقابلات الشخصية: وذلك من خلال الجمع من منطقة البحث، ومقابلة النساء اللاتي مازال لديهم أزياء تقليدية.
العناصر المسجلة من مصر على قوائم اليونسكو
-
استكمالاً لجهودها في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وهما 8 عناصر، ونضح ذلك فيما يلي:
-
السيرة الهلالية: تمّ تسجيل السيرة الهلالية في عام 2008، إلى قائمة التراث غير المادي في اليونسكو.
-
التحطيب (اللعب بالعصى): وهو فن من الفنون القتالية المصرية المستلهمة من الحياة المصرية القديمة يُستخدم فيه العصى الخشبية للمبارزة، وجاء تسجيله بقائمة اليونسكو في عام 2016.
-
الممارسات المرتبطة بالنخلة: نجحت مصر في إدراج ملف «النخلة» بقائمة التراث غير المادي بمنظمة اليونسكو في 2020.
-
فنون الخط العربي: بجهود مصر وبالتعاون مع الدول العربية، تم تسجيل الخط العربي، على قوائم الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي في 2021.
-
النسيج اليدوي في صعيد مصر: تمّ تسجيل النسيج اليدوي بالصعيد على قائمة اليونسكو في 2020.
-
الأراجوز: سجلت وزارة الثقافة ملف فن «الأراجوز»، بقائمة الصون التراث غير المادي، باليونسكو في 2018.
-
الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة: وتم تسجيل العنصر على صون التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو عام 2022.
-
الفنون والمهارات المرتبطة بالنقش على المعادن (النحاس والفضة والذهب): نجحت مصر من خلال وزارة الثقافة بالتعاون مع 10 دول عربية أخرى، في تسجيله على قائمة التراث غير المادي في 2023.
المحور الأول: الأزياء التقليدية ومكملاتها الخاصة بسيدات عرب الشرقية
أولًا: الأزياء التقليدية البدوية للنساء في الحسينية
الزى في معاجم اللغة العربية هو الهيئة والمنظر، والجمع أزياء. (مجمع اللغة العربية: المعجم الوسيط – الجزء الأول، ص425)إذن هو ما يتخذ من هيئة أو منظر، سواء بفعل صاحبه أو آخرين بغرض التهيئة لإظهار شيء أو ستره، ولذلك هو كل ما يغطى جسم الانسان من رأسه إلى قدميه. (حسين، 1992).
ويذكر الدكتور محـمد الجوهري في الجزء الأول من علم الفولكلور "الأزياء" ضمن تقسيم المادة الفولكلورية وفنون التشكيل الشعبي. (الجوهرى، 1981، ص132) والأزياء الشعبية هي إحدى أشكال منتوجات الثقافة المادية تأخذ طبيعتها الشعبية بعد أن تظهر كسمه من السمات الدالة على بيئة معينة وتعبر عن التميز الطبقي لأعضاء المجتمع والتي تأخذ في طريق التطور الزمنى والتاريخي حالة من الاستقرار والانتشار بين أفراد المجتمع.
هناك العديد من القبائل في الشرقية منهم (عرب مستقرون) مثل قبائل الطحاوية المقيمون في جزيرة سعود وفروعهم الأخرى الموجودة في مراكز الحسينية وأبو حماد وبلبيس. وأغلب هؤلاء العرب قد استقروا منذ فترة طويلة ويعملون بالزراعة ويملكون الأرض ويربون الخيول العربية، ومازال هؤلاء العرب رغم معيشتهم المستقرة وعملهم بالزراعة، محافظين على الكثير من عاداتهم وتقاليدهم العربية التي تميزهم عن غيرهم من سكان القرى المجاورة. (أبوزيد، ص41).
وهناك أيضا (عرب رحل) وهم من تم عليهم موضوع البحث وهم قبائل غير مستقرة استقرارا كاملا بالمحافظة، وحتى هذه القبائل غير المستقرة تختلف فيما بينها في درجة الاستقرار، يسكنون الخيام على أطراف الطريق ويعملون برعي الاغنام.
الشكل(1): صورة لشكل الخيمة التي يسكن بها عرب بدو الشرقية
المصدر:شيماء السنهوري
الشكل(2): صورة لامرأة داخل الخيمة تقوم بإعداد الطعام
وتختلف الأزياء التقليدية عند نساء عرب الحسينية والتي تحتفظ بها لترتديها في المناسبات فقط، عن الملابس التي تستخدم في الحياة اليومية، (صورة رقم 3) فالملابس المستخدمة في الحياة اليومية عبارة عن جلباب من القطن أو البوليستر بسفرة مستديرة وكولة وزراير وأكمام طويلة وبدون وسط، وغير مزخرف وربما ذلك راجع لطبيعة عمل المرأة في مهنة رعي الأغنام.
والأزياء التقليدية المطرزة عند نساء عرب الحسينية تستخدم في الأفراح والمناسبات وهي ثلاثة أنواع:
-
الأول: القماش خفيف وشغله (تطريزه).
أقل للأعمال المنزلية بالرغم من أنها لم تعد ترتديه لكنها تحتفظ به. (أبوزيد، ص74).
-
الثاني: يسمى "دس" والقماش ثقيل قليلا (ستانيه أسود) أو حبرة. 4
وتطريزه كثيف والذيل مبطن بقطعة قماش حرير ملونه أو أي فضلات قماش بطانه بعرض 10 سم تقريبًا، بدوران الذيل وهو ثوب الزفاف ويكون بعد الزفاف ثوب لكل المناسبات ماعد الحداد.
-
الثالث: مثل النوع الثاني ولكن يطرز صدره بوحدات من الأحمر والبرتقالي أما باقي تطريز الذيل من الأمام والخلف والجانبين فباللون الأزرق.
ونرى في الصورة رقم (4) شكل لأزياء المرأة ولكن تطريزه أقل من الأزياء الأخرى التي تستخدم في المناسبات والأفراح، وهي عبارة عن عباءة سوداء يرتكز التطريز حول الرقبة على الصدر وعلى أطراف الأكمام، ومن الأمام شرائط أفقية تحتوى على خطوط تكون أشكال و وحدات هندسية يعلوها وحدات زخرفية نباتية. وقد استخدم مجموعة لونية في التطريز مثل الأحمر والأخضر والأصفر.
الشكل(3): صورة لامرأة بدوية تظهر بالملابس العادية التي تستخدم حاليً
المصدر: شيماء السنهوري
الشكل(4):صورة توضح نوع من الأزياء التقليدية المستخدم عند نساء عرب بدو الشرقية
المصدر:شيماء السنهوري
وهناك أزياء تقليدية أكثر زخارف وتطريز:
وهو ثوب طويل بأكمام طويلة من قماش أسود مطرز بألوان مختلفة يغلب عليها اللون الأحمر بدرجاته وأثواب السيدات.. مطرزه في الغالب على شكل وحدات مربّعه بداخلها أشكال يسمونها بأسماء مختلفة متعارف عليها، ومنها عرق الساعات طبق الورد عرق السخان - عرق المفتاح - السد العالي - عرق الحلوى - والألوان المستخدمة في تطريز الثوب لها أسماء محددة لديهم وهي: زهر أسود أحمر غامق- زهر أبيض: بمبى- برتقاني: برتقالي- أشهب: أزرق شعشوعي - كرنبي: أخضر زرعي حمر: أحمر- صيني: لبنى (ازرق سماوي) -الأصفر: الأصفر وتطريز الثوب يكون في الصدر والذيل من الأمام والخلف والأكمام والجوانب، ولكل جزء من الثوب اسم.
الصدر: صدر
الجوانب: بناريج
الذيل من الأمام: الحجر
الذيل من الخلف: التذييله
الأكمام: كمايم، أورداين وهى الأكمام الواسعة التي تتميز بقصرها من الأمام وطولها من الخلف. (إمام، ص169)
ثانيًا: مكملات الزي
-
الحزام : قطعة من القماش عريضة وكبيرة وتُلفُّ حول الوسط بألوان مختلفة، ولا تستغني عنه المرأة البدوية. وكما يظهر في الصورة حزام المرأة عبارة عن شال من القطن بألوان مختلفة تستخدم اللون حسب ألوان التطريز وتلف به حول منطقة الوسط ويتم ربط الحزام من الخلف، ويكون الحزام غير مطرز وليس به أي رسوم أو زخارف.
غطاء الرأس: ترتدى المرأة البدوية ايشاربا أسودا أو "قرطة" وطرحة سوداء غير مطرزة، أو مطرزة بوحدات بسيطة من نفس شكل وحدات الثوب.
الشكل(5): صورة توضح شكل حزام الوسط عند نساء عرب بدو الشرقية
المصدر:شيماء السنهوري
الشكل(6): صورة لشكل غطاء الرأس
المصدر:شيماءالسنهوري
البرقع
تستخدم السيدة المتزوجة البرقع كغطاء للوجه كما موضح في صورة رقم (8،7) والبرقع مستخدم في المجتمع المصري منذ زمن بعيد في عدّة محافظات وان تباينت أشكاله، وألوانه، والخامات التي يصنع منها زينته، وقد وصفته بعض الدراسات التي تعرّضت للمجتمع المصري، وأن البرقع ترتديه المرأة المتزوجة فقط، وأن البرقع يختلف من حيث الشكل من قبيلة لأخرى، حيث تحرص كل قبيلة على أن تتميّز بشكل خاص للبرقع يدلّ عليها وتتعرّف كلّ قبيلة على القبيلة التي تنتمي إليها السيدة من شكل البرقع. وبهذا فإن البرقع علاوة على وظائفه المباشرة كغطاء للوجه يحجب الوجه عن الغرباء، وإلى جانب وظيفته في الزينة، فإنّ هناك وظائف أخرى منها أنّه يمكن اعتباره رمزاً للقبيلة ولهوية المرأة البدوية، كما يعد رمزا للمكانة الاجتماعية التي تحتلها السيدة وأسرتها. ويختلف البرقع من سيدة لأخرى داخل القبيلة ليست من حيث الشكل وإنما من حيث الخامات المستخدمة وكمية العملات والقطع الذهبية التي يمكن استبدالها بالفضة أو المعادن الرخيصة لدى الطبقة الدنيا، فالبرقع أيضا رمز للمكانة الاجتماعية داخل القبيلة، وللطبقة التي تنتمي إليها أسرة السيدة، وحالة زوجها المادية.. ويعد أيضا من مظاهر الثراء والتقدير للمرأة. (إمام، ص174).
الشكل(8-7):يوضح شكل البرقع الذي ترتديه كبار السن من سيّدات
عرب بدو الشرقية
المصدر:شيماءالسنهوري
وفي منطقة الدراسة لم يستخدم البرقع إلا السيّدات كبار السن كما يظهر في الشكل (7، 8) الشكل القديم للبرقع والذي يحتوى على قطع معدنية من الفضة أسفل البرقع، أما في أعلى البرقع فتظهر القطع المعدنية على شكل عملات قديمة.
وتذكر الدكتورة "نهلة إمام" في كتابها "النهار الزين" أن غطاء الرأس من أكثر أجزاء الثوب ثباتاً أمام التغير فإذا لم تعد الفتيات حريصات على ارتداء الثوب فإن غطاء الرأس دائماً ما يحرصن على ارتدائه.
الخلخال
تتزين المرأة البدوية في الحسينية بخلاخيل مصنوعة من الفضة مثل معظم نساء باقي الأقاليم. شكل (10،9) والخلخال في منطقة الدراسة من الفضة وترتديه النساء سواء كبيرات السن أو المتزوّجات منهم من ترتديه في قدم واحدة ومنهم من ترتديه في القدمين، وهو عبارة عن حلقة دائرية من الفضة تلتف حول الكاحل لتبرز جمال المرأة، والخلخال من وسائل الزينة المتوارثة عبر العصور ومن جيل لأخر.
الشكل(9،10):صورة لخلخال ترتديه سيدة من كبار السن من سيدات
عرب بدو الشرقي
المصدر:شيماءالسنهوري
حلي الصدر
تتزين المرأة البدوية في الحسينية بمجموعة من العقود (شكل 12،11) التي تحتوى على شرائط الخرز الملون بألوان مختلفة، أو حُلى من الفضة، ولاحظت الدارسة أن البدوية لا ترتدي الذّهب اطلاقًا، كما موضح في الصورة ترتدي المرأة البدوية مجموعة من العقود التي تحتوى على الخرز بأحجام وألوان مختلفة، كما ترتديه المرأة باستمرار حتى وهي ترعى الأغنام.
الشكل(11،12): صورة توضح حُلي الصدر عند المرأة البدوية في الشرقية
المصدر:شيماءالسنهوري
حُلي الأذن
كما موضح في صورة رقم (13،14 ) عبارة عن قرط دائري كبير من الذهب معلق بسلاسل من الفضة تمسك بهم وتمر من أعلى الرأس.
الشكل(13،14): صورة توضح شكل الأقراط التي ترتديها المرأة البدوية في الشرقية
المصدر:شيماءالسنهوري
المحور الثاني: طريقة التفصيل والتطريز
أولا طريقة التفصيل
-
يقص الثوب إلى أجزاء لها مسميات في المجتمع البدوي.
الجزء الأول (الصدر أو القبة) الجزء الثاني (البدن) وينقسم إلى الأمامي (الحجر) والخلفي (ذيل) أو (دياله).الجزء الثالث (الجنب) ويسمى (بنايج) الجزء الرابع (الأكمام) وتسمى (الردان)
-
يستخدم في الثوب حوالي خمس أمتار من قماش الستانيه الأسود أو حبر.
-
يتم التطريز بوضع "ماركة" أو "كانفاه" على القماش وذلك في الثوب الكثيف التطريز، أما الخفيف فيطرز بالعد، والغرزة اسمها "رتبة".
-
تبدأ البدوية بطريز الوحدات الملونة، على كل جزء من أجزاء الثوب كل على حدة، ويستغرق العمل في الثوب الواحد حسب كمية التطريز من أربعة شهور إلى حوالي سنتان.
-
بعد الانتهاء من التطريز يتم تجميع أجزاء الثوب بغرزه (اشلاله) تشبه خياطه الماكينة.
-
يقوي ذيل الثوب بغرزة كثيفة وتكون عدة لفات وتسمى "كفايف"
-
يستخدم خيط كوتون برليه قديمصا، أما الآن فأصبح يستخدم أنواع أخرى أقل في السعر ويباع بالشيله ويشبه إلى حد ما خيوط الصوف. (أبوزيد، ص75)
الشكل(15): صورة لزي تقليدي ترتديه المرأة البدوية في المناسبات
المصدر:شيماءالسنهوري
ثانيا الوحدات والزخارف المستخدمة في الأزياء
تطرز النساء البدويات الأثواب بوحدات توارثتها، منها: وحدات نباتية: زهرة الترمس- زهرة الورد- زهرة التوت- زهرة القرنفل. وحدات هندسية: وحدة عرق الجميز- وعرق الساعة- وعرق الصلبان- البلاطات وجميعها وحدات على شكل مربعات بها زخارف صغيرة توضع في نهاية الذيل وعلى الصدر وأحرف الاكمام.
الشكل(16،17):صورة توضح شكل الوحدات الزخرفية(زهرة الورد-السمكة) المستخدمة في الزى التقليدي للمرأة البدوية في الشرقية
المصدر:شيماءالسنهوري
المحور الثالث: دراسة تحليلية جمالية للأزياء التقليدية
الشكل (18) توضح الشكل التقليدي للبرقع في منطقة الدراسة والذي لم يعد يستخدم بين النساء البدويات في الحسينية إلاّ بين السيّدات كبار السن التي مازالت تحتفظ به، والبرقع هو غطاء للوجه تغطى به المرأة وجهها باستثناء العينين والخدين، وهو مزين بعملات معدنية كما موضح في الصورة، ومزخرف بخيوط ملونه، وللبرقع أشكال كثيرة تختلف حسب كل بيئة بل يختلف داخل البيئة الواحدة تبعًا لكل قبيلة، فالبرقع في منطقة الدراسة عند المرأة البدوية لا تستخدم فيه الأزرار أو الخرز، ولكن نجد به سلاسل معدنية وعملات مع التطريز بالخيوط، والبرقع عبارة عن مساحة مستطيلة حوالى 30 سم× 50 سم تقريبًا من القماش الخفيف.
الشكل(18): صورة لامرأة بدوية من كبار السن ترتدى البرقع
المصدر:شيماءالسنهوري
يتميز الزي التقليدي في الحسينية بألوان زخارفه الزاهية، وهو عبارة عن ثوب أسود واسع، وبأكمام واسعة وليست طويلة، وترتكز زخارف الزي على الصدر والأكتاف حتى نهاية الكم، وعلى جانبي الزي، وعلى ذيل الثوب من الأمام والخلف، وتزخرف الأكمام في صورة شريط عريض على الكتف يستمر حتى نهاية الأكمام ويتكون من مجموعة من الشرائط ذات زخارف مختلفة وأما زخارف ذيل الثوب فتكون على شكل مجموعة من الزخارف الأفقية، ويطرز الثوب عادة بمجموعة من الزخارف المطرزة بخيوط ملونه بغرز (الكنافاه) المكونة من وحدات نباتية وهندسية وأحيانا نرى وحدات أخرى مثل شكل العروسة أو الطيور ولكنها مجردة ومكررة في شرائط ومربعات بأشكال هندسية.
ومن الوحدات الزخرفية التي تتضح على الزي (المربعات- المثلثات- العروسة- فروع نباتية) والمربع يستخدم كرمز للاستقرار والتوازن لأن أضلاعه متساوية وزواياه قائمة كما أيضا شكل الكعبة فيرمز للخير والتفاؤل، وكتعبير عن الشكل الرباعي فهو رمز
العناصر الأربعة (الماء والهواء والنار والتراب) أو للتعبير عن الفصول الأربعة (الخريف والشتاء والربيع والصيف).
وأيضا الاتجاهات الأربعة وأطوار حياة الانسان الأربعة، كما أنه من الناحية النفسية فهو يعطى احساس بالمتانة والاستقرار.
أما المثلث فهو رمز يستخدم كرمز سحري فهو يأخذ شكل الحجاب، ويستخدم في المسيحية كرمز للثالوث المقدس، ونجد أن المثلث ذو الوضع العادي أي القمة لأعلى يرمز إلى النار، أما القمة لأسفل يرمز إلى الماء.
الشكل(19): صورة لامرأة بدوية ترتدى الزي التقليدي بزخارفه وألوانه الزاهية
المصدر:شيماءالسنهوري
ويذكر على زين العابدين أن المثلث هو شكل مشاهد في الطبيعة، في الهضاب والجبال التي ترجمها الإنسان المصري في عصر ما قبل الأسرات بشكل مثلثات ورسمها على فخاره، كما أن المثلث أحد أوجه الهرم، والهرم أقدم الرموز لإلهة الشمس، أما من ناحية الفكر الإسلامي فإنه يمثل السمو والعلو، وأن تكرار المثلثات يعنى التسبيح بذكر الله القدير. (العابدين، 1981، ص336).
والعروسة رمز للعين والحسد، والفروع النباتية تتخذ رموزا تعبر عن الرزق والخير والوفرة. ومن الألوان التي ظهرت على الزي (الأبيض والأصفر والأزرق والبرتقالي والأحمر) وهذا النوع من الزي مطرز أغلبه بمجموعة من الخيوط الملونة وغالباً ما يستخدم هذا الزي في الأفراح والمناسبات.
نرى في الشكل (20) شكل أخر لزخارف الزي التقليدي والذى يرتكز حول فتحة الرقبة وعلى الصدر، وهو عبارة عن ثوب أسود مزخرف من الصدر وأطراف الأكمام وذيل الثوب من الأمام فقط.
ومن الوحدات المستخدمة شكل الوردة بفروعها وسط مجموعة من الزخارف الهندسية عبارة عن خطوط متقاطعة تأخذ شكل المثلثات، ويتدلى منها مجموعة من الوحدات الزخرفية على شكل سمكة. و اُسْتُخدِمت الورود الحمراء منذ أقدم العصور كرمز للمحبّة والهدوء والسّكون. أما الفروع، والتي تظهر على الزي باللون الأخضر، فهي رمز للخصب والخير والإنتاج. والسّمكة استخدمت في كل العصور كرمز للخير والوفرة والتكاثر والرّزق.
الشكل(20): صورة توضح شكل زخارف الصدر في الزى التقليدي للمرأة البدوية
المصدر:شيماءالسنهوري
خاتمة
-
وأخيرا، فإنّه من خلال الجمع الميداني عملنا على رصد وتوثيق ما توفر من أزياء تقليدية لدى المرأة البدوية في الشرقية والتي تم المحافظة عليها من الأمهات والجدات لاستخدامها في المناسبات والأفراح.
-
ترتكز معظم الوحدات الزخرفية في الزى التقليدي للمرأة البدوية في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية على صدر الثوب وحول فتحة الصدر والذيل من الأمام والخلف والاكمام وتتمثل في وحدات زخرفية متنوعة ذات نزعة هندسية مجردة من وحدات ورموز متوارثة. وتتميّز بـــ :
-
التكرار وهو من أهم سمات الوحدات الزخرفية سواء أفقيا أو رأسيًا أو مائلاً.
-
استخدام مجموعة لونية زاهية في الوحدات الزخرفية على أقمشة سوداء.
ترتدى المرأة البدوية من كبار السن البرقع، أما المتزوجات صغيرات السن فتقوم بلف الشال على وجهها. والبرقع له وظائف علاوة على وظائفه المباشرة كغطاء للوجه يحجب الوجه عن الغرباء، وإلى جانب وظيفته في الزينة، فإن هناك وظائف أخرى منها أنه يمكن اعتباره رمزاً للقبيلة ولهوية المرأة البدوية، كما يعد رمزا للمكانة الاجتماعية التي تحتلها السيدة وأسرتها. وتستخدم المرأة البدوية حُلى من الخرز في العقود أما الخلخال فهو من الفضة.
وإن كان لنا أن نقدّم بعض الوصايا من خلال هذه الورقة فإنّنا نُلِحُّ على أهمية جمع وتوثيق التراث الشعبي بفروعه المختلفة للاستفادة منه ليس فقط من الناحية العلمية ولكن للحفاظ على ثقافة المجتمع من الاندثار. وتعريف الأجيال القادمة بثقافتنا الشعبية والتي تحمل الكثير من العادات والتقاليد والفنون المتوارثة
المراجع
إبراهيم محـمد حسين، (1992). الأزياء الشعبية في الوادى الجديد .القاهرة. [رسالة ماجستير، أكاديمية الفنون- المعهد العالى للفنون الشعبية].
أحمد سيد محـمد، (1992). الشخصية المصرية في الأدبين الفاطمي والأيوبي (المجلد الطبعة الثانية). مصر: كلية التربية، جامعة عين شمس.
أحمد لطفى السيد، (1935). قبائل العرب في مصر (المجلد الجزء1). مصر: دار الكتب المصرية.
إسلام محمـد القمحاوي، (2013). التأثيرات الثقافية والبيئية على جداريات مباني الخدمات المتكاملة في محافظات مصر من الفترة 1980إلى2010دراسة تحليلية.: مصر. [ماجستير فنون جميلة، قسم التصوير].
جمال حمدان، (1989). شخصية مصر، دراسة في عبقرية المكان . مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
شهاب الدين النويري، (1976). نهاية الإرب في فنون الأدب (المجلد الجزء 1). القاهرة: مطبوعات وزارة الثقافة والارشاد القومي.
عبد الرحمن عبد الله الشيخ، (1995). رحلة الأمير ردولف إلى الشرق . (المجلد الجزء 1). الهيئة المصرية العامة للكتاب.
عبد العزيز الرفاعي، (1971). الطابع القومي للشخصية المصرية بين الإيجابية والسلبية . القاهرة.
عبد العزيز محـمد أبوزيد، (بلا تاريخ). الزخارف في الأزياء الشعبية . [رسالة دكتوراه].
عبد الله خورشيد البـري، (1967). القبائل العربية في مصر في القرون الثلاثة الأولى للهجرة . القاهرة: دار الكتاب العربي للطباعة والنشر.
عبد الناصر محمود، (1998). سمات البيئة المصرية في التصوير الغربي والمصري الحديث . مصر: [رسالة ماجستير، قسم الرسم، تربية فنية، جامعة حلوان].
على زين العابدين. (1981)، فن صياغة الحلى الشعبية في النوبة . القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
مجمع اللغة العربية:المعجم الوسيط-الجزء الأول . (بلا تاريخ).
محـمد الجوهرى، (1981). علم الفولكلور (المجلد الجزء الأول الطبعة الرابعة). مصر: دار المعارف.
نعمات أحمد فؤاد، (1989). شخصية مصر (المجلد الطبعة الخامسة). مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
نهلة إمام، (2013). النهار الزين عادات الزواج لدى بدو سيناء . مصر: مكتبة الدراسات الشعبية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، دار الامل للطباعة والنشر.
ملاحق
بطاقات الإخباريين
إخباري رقم (1)
-
الاسم: أم محـمد
المكان: قرية المساعيد- مركز الحسينية محافظة الشرقية
السن 31 سنة
الديانة: مسلمة
درجة التعليم: محو الأمية
الحالة الاجتماعية: متزوجة
العمل: ربة منزل- رعي الغنم
إخباري رقم (2)
-
الاسم: فاطمة
المكان: قرية الحجازية- مركز الحسينية- محافظة الشرقية
السن:35 سنة
الديانة: مسلمة
درجة التعليم: لا يوجد
الحالة الاجتماعية: متزوجة
العمل: رعي الغنم- الزراعة
1 المعهد العالي للفنون الشعبية- قسم فنون التشكيل الشعبي والثقافة المادية.
3 الموقع و المناخ . وزارة البترول. تاريخ الوصول: 7 نوفمبر 2010.
4 حبرة: ثوب من قطن أو كتان كان يصنع في اليمن وملاءة من الحرير كانت ترتديها النساء بمصرحين خروجهن، والجمع حبر وحبرات، مجمع اللغة العربية- المعجم الوسيط- الجزء الأول، ص.158 .
المؤلفون الأكثر بحثًا
المقالات الأكثر قراءة
- التراث الثقافي بالجزائر : المنظومة القانونية وآليات الحماية
- التّراث الشّعبي والتّنمية المستدامة. قراءة في الرّقصات الشّعبيّة
- Eléments d’histoire sociale de la chanson populaire en Algérie. Textes et contextes
- Les Turcs dans la poésie populaire Melhoun en Algérie. Emprunts et représentations
- Mot du directeur du CRASC