ملخّص
يسعى هذا البحث للكشف عن رموز الثقافة الشعبية من خلال العرائس الخشبية، ودور جمعية التدريب المهني والأسر المنتجة بمحافظة الشرقية مدينة الزقازيق في توظيف هذه الحرفة للنهوض بإحياء الثقافة الشعبية المصرية، أين يبرز الدور الرائد لهذه الحرفة في إحياء المظاهر العامة للثقافة الشعبية المصرية والتي تتضمن تراثها الشعبي وتعبر عن هويتها _ المصرية - في أشكال ورموز تحمل مضامين ودلالات ثقافية عن بيئتها.
ويهدف البحث إلى الكشف عن فن العرائس الخشبية في تجسيد تراث روحي وفكري وفني عميق الجذور يعبر عن الجمال والإبداع، ويُطلعنا على القدرات الكامنة في أعماق الثقافة الشعبية المصرية، بطريقة فطرية صادقة ، وتسليط الضوء على فن خرط الخشب بهدف توظيفه في خدمة إحياء الثقافة الشعبية والحفاظ على البيئة باستخدام الخامات الطبيعية، لتأكيد أن الثقافة تعطي إحساسا بالحضارة والفن والرقي وتحافظ على بقاء الحرفة وكيانها عبر الزمان، معبرة عن رصيد مخزون لخبراتنا الحياتية، والإمكانية الإنتاجية الذاتية المتاحة داخل كل مجتمع محلي،اعتمدنا المقاربة الأنثروبولوجية لوصف الظاهرة ومقارنة وتحليل رموزها بالاستناد إلى النظرية التأويلية الرمزية للكشف عن الدلالات الثقافية والتعرف على معانيها، والتأكيد على تعميق الشعور بالانتماء للتراث الشعبي.
الكلمات المفتاحية : الثقافة الشعبية، الحرف الشعبية، الرموز الشعبية، الأسر الحرفية المنتجة، العرائس الخشبية.
Abstract
This researchaims to reveal the symbols of popular culture in woodendolls, and the important role of the Vocational Training and Productive Families in Sharkia Governorate Zagazig city, in employingthiscraft to revive the Egyptian popular culture, as thiscraft has a leadingrole in reviving the general aspects of the Egyptian popular culture in which Folklore lives. And expresses Egyptian identity in forms and symbolsthat carry cultural contents and connotations about the Egyptian environment.
The researchaims to reveal the art of woodendolls in embodying a deeplyrooted spiritual, intellectual and artisticheritagethatgives us beauty and creativity, and show us the hiddencapabilities in the Egyptian popular culture, And highlighting the art of woodturninglathes to employit in revivingpopular culture and preserving the environment using natural materials, soensurethat culture gives a sense of civilization, art and sophistication and preserves the survival of the craft and itsentity over time, and expresses a stock of our life experiences, and the self-productive potentialavailablewithineach local community. The researchused the descriptive approach to describe the phenomenon and analyzeitssymbolsusingsymbolictheory to reveal cultural connotations and ensure the deepening of the sense of belonging to popularheritage.
Keywords:Folk crafts, Popular culture, Productive Families popularsymbols, Woodendolls.
Résumé
Cette recherche vise à révéler les symboles de la culture populaire à travers les poupées en bois, et le rôle de l'Association pour la formation professionnelle et les familles productives du gouvernorat de Sharkia, la ville de Zagazig, dans l'utilisation de cet artisanat pour promouvoir la renaissance de la culture populaire égyptienne. Le rôle pionnier de cet artisanat est mis en évidence dans la renaissance des aspects généraux de la culture populaire égyptienne, qui inclut son héritage populaire et exprime son identité - égyptienne - dans des formes et des symboles porteurs de contenus culturels et de connotations sur son environnement.
L'objectif de ce travail est de mettre en évidence l'art des marionnettes en bois qui incarne en lui-même un héritage spirituel, intellectuel et artistique profondément enraciné, et exprime la beauté et la créativité, tout en nous dévoilant des capacités cachées dans les profondeurs de la culture populaire égyptienne, de manière honnête et innée.
Par ce travail, on met en lumière l'art du tournage sur bois dans de servir la renaissance de la culture populaire et de la préserver l'environnement à partir de matières premières naturelles, Pour confirmer que la culture donne un sentiment de civilisation, d'art et de sophistication et assure la survie de l'artisanat et de son entité au fil du temps, exprimant les expériences de vie et le potentiel autoproductif disponibles au sein de chaque communauté locale.
Nous avons adopté, à ce propos, l'approche anthropologique pour décrire le phénomène, comparer et analyser ses symboles sur la base de la théorie interprétative symbolique pour révéler les connotations culturelles et l'identification de ses significations, et en mettant l'accent sur ce sentiment profond d'appartenance au patrimoine populaire.
Mots-clés:Culture Populaire, Artisanat populaire, Symboles populaires, Familles artisanales productives, Poupées en bois.
مقدمة
تُشكّل الحرف الشعبية أهم النشاطات الإبداعية لدى المجتمع الإنساني، ولها صلة كبيرة بتاريخ الشعوب وحضارتها وثقافتها، وتُعبّر عن ذاتها جماليًّا من خلال الفنان الحرفي المُشتغل بالصنعة والمتميز بالمهارة، فهي ليست فقط تمثيلًا للواقع ولا تقليًدا للطبيعة، بل هي أيضا استحداثا لعلاقات جديدة بين عناصر مستمدة من الحياة والمجتمع والطبيعة، والتراث الذي يكشف عن حرف تضم مهارات موروثة، تتناقلها الأجيال، مكونة تراكما تراثًا شعبيًّا إبداعيًا حيًّا ومتطورًا يواكب متطلبات العصر الحديث.
الجدير بالذكر أن فكرة الإبداع الفني تماهت مع فكرة الهوية الثقافية للشعوب عبر العصور من مقتنيات وتحف حرفية وهدايا تذكارية. حيث تحولت إلى إرث حضاري للمجتمعات. فالحرفة هي أحد أوجه الإبداع، تتجاوز دورها كوسيلة لتلبية متطلبات الشعوب إلى وسيلة لتخليد جماليات وفنون وتاريخ الشعوب، ومن هنا ارتبطت الحرفة بالإبداع، فهي حالة من الإبداع الفني يُخلد به الفنان بيئته الثقافية والاجتماعية، بعيدًا عن فكرة الكسب المادي الذي توفره لصاحبها.
ومن هنا يتبين أن الحرف الشعبية تؤدي دورا جوهريا في إحياء الثقافة الشعبية ضمن أشكال وبأساليب جديدة ومتنوعة تسهم في الحفاظ على خصوصياتها وسماتها الثقافية الأكثر استمرارية وتعمل على الاحتفاظ بعناصرها التراثية في الوقت ذاته، حتى يخرج منتجا ذا قيمة جمالية وفنية ونفعية تتواكب مع متطلبات الذوق والسوق العصرية.
وتُعد حرفة العرائس الخشبية من الحرف التي برزت في العصر الفرعوني كفن من فنون الخشب، وما تضفي على هذا التراث من ذوق وإبداع في التشكيل الزخرفي والفني للعرائس، ولكن حتى هذه المرحلة لم يظهر للعرائس الخشبية دور تراثي في الثقافة المصرية، في حين ظهر من يهتم بهذا الفن من خلال توظيفه كنوع من أنواع التجميل والزينة لنشر الثقافة الشعبية المصرية ، من خلال إعادة تدوير مخلفات أخشاب الحدائق باستخدام مواد تحافظ على البيئة، فكان لحرفة العرائس الخشبية العديد من الأدوار المهمة في المجتمع. يسلط البحث الضوء على دور العرائس الخشبية كفن لإحياء الثقافة الشعبية المصرية ، وصولاً إلى رؤى فنية تتميز بالأصالة والمعاصرة .
أهمية البحث
تكمن أهمية البحث في إحياء الثقافة الشعبية المصرية من خلال حرفة العرائس الخشبية، التي كان لها دور في استمرارية عناصر الثقافة الشعبية عبر الزمان، خاصة المعروضة في المتاحف الشعبية والبيوت وعلى القنوات الفضائية الخاصة ببرامج متنوعة في الثقافة الشعبية، فلها من القيم والوظائف الفنية والجماليّة والثقافية والنفعية والبيئية العديد من الأشكال التي تخدم متطلبات السوق وتواكب العصر الحديث، وهذا يضفي عليها طابعًا متميزًا معاصرًا، تكاد أشكالها تُحاكي أنواع كثيرة من مظاهر البيئة المصرية من بينها فن العرائس الخشبية في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية الذي يستعين بحرفة خرط الخشب. كما يهتم هذا الفنّ بمعالجة الزخارف والنقوش والألوان التي تميّزت بإضفاء لمسة ثقافية شعبية، تحمل العديد من الدلالات والمضامين للبيئة المصرية، والتأكيد على تعميق الشعور بالانتماء للثقافة الشعبية، وإظهار القيمة الرمزية للثقافة الشعبية من خلال العرائس الخشبية، موضحًا دور الأسر المنتجة في تنمية بشرية متكاملة لبناء مجتمع لكل الحرفيين؛ لأنه برقي الإنسان يرتقي المجتمع وينهض ويحيا حياة مستقر وعامرة.
ومن بين ما نهدف إليه في هذا العمل:
-
-
التعرف على توظيف فن العرائس الخشبية في محاكاة رموز الثقافة الشعبية المصرية.
-
الوقوف على أهم القيم الجماليّة والثقافية للعرائس الخشبية التي تثري مجال الثقافة الشعبية.
-
الكشف عن الدور الذي تلعبه جمعية التدريب المهني والأسر بمدينة الزقازيق وتطلعاتها المستقبلية للحرف.
-
تساؤلات البحث
-
-
ما القيم الجماليّة والثقافية للعرائس الخشبية في مجتمع البحث ؟
-
ما الدور الذي تلعبه جمعية التدريب المهني والأسر بمدينة الزقازيق وتطلعاتها المستقبلية للحِرف؟
-
هل لحرفة العرائس الخشبية دور في محاكاة رموز الثقافة الشعبية المصرية؟
-
مجتمع وعيّنة البحث
تم اختيار مجتمع البحث على أساس علاقة الحرفة بالمكان حيث أن حرفة العرائس الخشبية تقوم على خشب أشجار الموالح التي يتم زراعتها بوفرة في منطقة فاقوس بمحافظة الشرقية، مما دفعنا لدراسة فن العرائس الخشبية وفقًا للمنطقة المؤهلة لهذه الحرفة، ونظرًا لقرب منطقة فاقوس من الزقازيق، كان له بالغ الأثر في تواجد العديد من ورش خرط الخشب في مدينة الزقازيق وخاصة خشب أشجار الموالح.
و تتكون عينة الدراسة من:
-
مدير جمعية التدريب المهني والأسر المنتجة بالشرقية.
-
فنان من حرفي العرائس الخشبية.
-
حرفي فن خراطة الخشب.
اِهتم البحث بهذه المجموعة من عيّنة البحث لعرض تفصيلي لطبيعة الحرفة، ومراحل انتاجها وتسويقها، وأهم الأعمال الفنية للعرائس الخشبية التي تحتوي على مضمون اجتماعي للقيم الرمزية لخلق تكوينات جديدة ذات مضمون تعبيري جيد في مجال الثقافة الشعبية.
التعريف الإجرائي للعرائس الخشبية
العرائس الخشبية هي عمل فني يحمل هوية الفنان وقوميته، لأنها نابعة من أعماق وجدان الشعب، ومن بساطتها وقيمتها الجمالية، وقدرتها تعمل على تأكيد الهوية المصرية الشعبية من خلال تواجدها بكل وسائل الحياة اليومية المرتبطة بالبيئة المحيطة. والغرض منها الزينة والتعبير عن الثقافة الشعبية المصرية التي تُعد مصدرًا لإلهام الحرفي وبخاصة العرائس التي جعلتها تُحاكي روح الأصالة الاجتماعية والإنسانية، وقد اتخذها مفردة فنية تُصاغ برؤية جديدة تواكب العصر الحديث.
بيانات عن مستقبل الحرفة
بداية لتطوير هذه الحرف قُمنا بلقاءات مع الشباب المهتم بهذا النوع من الفن، للارتقاء بتصميم وشكل العرائس الخشبية، وبهدف إحياء التراث الشعبي المصري من خلال محاكاة رموز الثقافة الشعبية، ومن أهم الرموز ما يلي:
المهن الشعبية في الثقافة المصرية
وبدأ التركيز على تصميم عرائس الخشبة التي تعرض المهن الشعبية، وكان من أهم رموز الثقافة الشعبية التي أضافت إلى حرفة العرائس الخشبية، وهي: (بائع البطيخ– بائع الترمس– السقا– بائع غزل البنات –بائع السميط والبيض والجبنة –بائع الكنافة– بائع عصير العرقسوس- بائع الفول– القهوجي –الصياد –العمدة – شيخ الغفر - الفلاح – بائعة الجبن – بائعة الخضروات).
بائع البطيخ: اشتهر بائع البطيخ في الأسواق المصرية وخاصة في فصل الصيف؛ نظرًا لأن البطيخ من الفواكه الصيفية، واهتم الفنان في (صورة: 1) بأدق الموتيفات لبائع البطيخ، بدءًا من الزي وهو جلباب صعيدي بدون ياقة، وله فتحة صدر مثلثة وأكمام واسعة؛ كي يتمكن المزارع من تعليقه أو تشميره لمنع اتساخه، ويرتدي فوق الجلباب بالطو طويل؛ كنوع من الأناقة، وفوق رأسه الطاقية الفلاحي، ويحمل في يده قطعة من البطيخ يطلق عليه باللهجة الشعبية "شقة بطيخ"، وقد أبدع الرسام في رسم الميزان الذي له كفتان، كما أبدع في رسم عربة البطيخ مستعين بالعديد من الألوان المتناسقة بين (الأزرق والبني والأصفر والبرتقالي)، ومن المتعارف أن عربة بائع البطيخ يجُرها الحمار ويطلق عليها في الثقافة الشعبية (عربة كارو)، وقد تم تلوينه كما لو كانت صورة حية.
الشكل(1): بائع البطيخ
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
بائع الترمس:يتميز بائع الترمس بالتواجد على كورنيش شوارع مصر التي تطلع على النيل، نظرًا لأن الترمس من التسالي الذي يتناوله الناس، وهم يسيرون على طريق الكورنيش للاستمتاع بجمال الطبيعة، واهتم الفنان في (صورة: 2) بأدق الموتيفات الذي يستخدمها بائع الترمس، بدءًا من الزي وهو جلباب فلاحي مخطط بدون ياقة، وله فتحة صدر مثلثة، وفوق الجلباب سديري؛ وهو خزنة الصعايدة وحافظة أموالهم من السرقة والنهب على يد اللصوص، وفوق رأسه الطاقية الفلاحي، وعلى العربة يوجد إناء به الترمس والحمص بجواره، وهو يستخدم مع الترمس، وهو مصنوع من عجينة السراميك، أما القلة وهي إناء يعمل على حفظ المياه بارد للشرب، ولمبة الجاز المصنوعة من الخشب والتي تستخدم في الثقافة الشعبية للإنارة، وقد أبدع الرسام في رسم وتلوين هذه الرموز الثقافية الشعبية، كما أبدع في رسم عربة الترمس مستعينا بالعديد من الألوان المتناسقة بين (الأزرق والأصفر والأحمر والأسود).
الشكل(2): بائع الترمس
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
بائع المياه(السقا ): يطلق على بائع المياه "السقا" في الثقافة الشعبية، نظرًا لأنه قديمًا لم تتوافر المياه في البيوت الشعبية، و"السقا" هو العامل المسؤول عن توصيل المياه من الخزانات إلى المنازل والمساجد، وكان «السقا» يحمل «قِربة» مصنوعة من جلد الماعز يملأها بالماء العذب على ظهره، وفي بعض الأحيان كان يضع الماء في أوعية كبيرة وبراميل ويضعها على "عربات كارو" أو يحملها بعصا على ظهره، وكان يتصف بالأمانة والإخلاص في عمله، فلا يستخدم قربة مصبوغة فتفسد الماء، ولا مثقوبة فتقل الحصة المتفق عليها، وكان يبذل مجهودًا مضاعفًا للوصول إلى تواجد المياه النظيفة، وكان عليه أن يطهر الماء بمادة الشبة، ويعطره بماء الورد وعيدان النعناع، وحاول الفنان تجسيد هذا العمل على العرائس الخشب كما في (صورة: 3)، فرسم زي الرجل البسيط من جلباب ورباط حول خصر "السقا" ، وقد أشتهر "السقا" بربط حزام من القماش على خصره عن أي بائع آخر، نظرًا لأنه يتنقل من مكان إلى مكان على قدميه حتى لا يزعجه الجلباب في السير، ويرتدي فوق الجلباب سديري وهذه إضافة من الرسام ليزيده جمالاً وبهاءً، وفوق رأسه الطاقية، وإذا لاحظنا أن الألوان المستخدمة هي ألوان اتصفت بها الثقافة الشعبية المصرية، فقد أتقن الرسام في التعبير عن "السقا" وخاصةً العصا وهي الحامل الذي يوضع بها قدرة المياه.
الشكل(3):بائع المياه(السقا )
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
بائع غزل البنات : اشتهر بائع "غزل البنات" في الثقافة الشعبية المصرية بنشر البهجة والسعادة بين الأطفال(صورة:4)، والذي كان يتواجد دائما في الأعياد والمناسبات العامة، لبيع حلوى تصنع من خليط من الماء والسكر ، ويتنقل البائع لبيع هذه الحلوة بين البيوت في الشوارع والأزقة الشعبية، باستخدام مزمار لينادي الأطفال، وينشر السعادة على وجهوهم، ويطوفون حوله على أنغام المزمار. حاول الرسام استخدام الألوان المبهجة في تلوين العرائس الخشبية لبائع "غزل البنات"، واستخدم الرجل، لأن بائع غزل البنات دائما يكون رجلاً ولم تمتهن النساء هذه المهنة من قبل، فحاول الرسام نقلنا إلى الثقافة الشعبية بكل موتيفاتها حتى يشعرنا بمذاق التراث المصري، واستخدم القطن الأبيض في عمل شكل "غزل البنات" ووضعه في أكياس بلاستك، ويُطلق على حلوى "غزل البنات" العديد من المسمّيات حيث تختلف تسميتها من بلد لآخر حسب الثقافة الشعبية وسيما في الدول العربية، فقد يطلق عليه في سوريا والعراق اسم "شعر البنات" وفي دول الخليج يطلق عليه "لحية الشايب"؛ لأنه عبارة عن خيوط رفيعة لونها ابيض، قد تحمل العديد من المعاني لطبيعة شكلها، ولكن تؤكد الثقافة الشعبية أن غزل جاء من الخيوط الرفيعة، والبنات جاءت من جمالها فكل شيء جميل ينسب للأنثى وخاصة الأطفال، كما استخدم الرسام اللون الأحمر للمزمار للشعور بالفرح والبهجة، مع تعشيقه في يد العرائس وإضافة صمغ للتثبيت وإعطائه شكلاً متميزًا.
الشكل(4): بائع غزل البنات
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
بائع السميط والبيض والجبنة: تميز بائع السميط والبيض والجبنة بتواجده على كورنيش النيل وخاصة في الصباح، لأن هذه الوجبة تُعد من وجبات الإفطار للعديد من المصريين، كذلك يقبل عليه كل من يسير على الكورنيش وفي الأزقة وعند أسوار المدارس في الصباح ينادي قائلاً (سميييط ... وبييض ... وجبنة)، وهو يحمل السميط؛ وهو عبارة عن فطائر رفيعة على شكل حلقات(صورة:5)، والجبن الأبيض الاسطنبلي، والبيض المسلوق، والدُقَة المكونة من الملح والفلفل الأسود والبهارات والسمسم، وهي دقة مصرية يغمس فيها البيض المسلوق ومعها قطمة من السميط بالسمسم وحبة البركة، وقطعة جبن، وحاول الحرفي نقل هذه المهنة في عرائس الخشب، واشتهر بائع السميط بارتداء الجلباب وعليه الجاكيت وحاول الرسام الاقتراب من الزي الرسمي له مستعينا باللون البني الفاتح في الجلباب والبني الغامق في الجاكيت للتناسق والتناغم، وقام بتصميم السميط وباستخدام اللاصق في يد البائع، كما استخدم عجينة السراميك في عمل شكل البيض والجبن.
كلمة "سميط" (Simit) هي كلمة تركية تُعني حلقة الإنقاذ في البحر، وهي نوع من المخبوزات تُصنع من عجين الفينو، ويشكل غالبًا على هيئة حلقات دائرية ويغطى بالسمسم وأحيانًا يكون محشوًا بعجوة البلح. (فرج، 2006م، ص225).
ا لشكل (5): بائع السميط والبيض والجبنة
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
بائع الكُنافة:اشتهر تواجد بيع "الكُنافة" في الثقافة الشعبية بهذا الشكل (صورة:6) في شهر رمضان الكريم، فالكنافة مرتبطة بشهر رمضان في مصر، مشهد "الكنفاني" وهو يلف شعيرات العجين بالسكر ليصنع الكُنافة جزء لا يتجزأ من تراث الثقافة المصرية الشعبية، ويمكن مشاهدته أثناء التجولفي أزقة مصر القديمة، والأطفال ملفوفون حوله في سعادة يلهون بشعيرات الكنافة وهم يغنون "حالـّو يا حالـّـو... رمضان كريم يا حالو".
وقد أبدع الرسام في تلوين ورسم زي "الكُنفانى" الذي يرتدي جلبابا وعلى الجلباب مريلة للحفاظ على الجلباب من الاتساخ، ورسم الفرن الخاص بالكُنافة، الذي يتم صنعه من الطوب الأحمر، كما أنه استعان بالخيوط لتجسيد شكل الكُنافة، واستخدم شكل الكوز في التعشيق في يد "الكُنفانى"؛ لإعطائنا الإحساس بالحركة، فكانت محاولة رائعة في إحياء مهنة "بائع الكنافة".
الشكل(6): بائع الكنافة
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
بائع عصير العرقسوس: يُعد مشروب "العرقسوس" من العصائر الدائمة على المائدة في شهر رمضان الكريم، كما أن بائع العرقسوس يتواجد دائمًا في فصل الصيف ليروي الظمأ من شدة الحرارة في الأزقة والأحياء الشعبية، مناديًا: (شفا وخمير يا عرقسوس.. بارد وتهنى يا عطشان) بهذا النداء المتناغم مع صوت صاجاته النحاسية العالية ذات الرنين المنتظم، حاول الرسام في رسم وتلوين زي عرائس بائع العرقسوس الذي يرتدي سروالاً واسعاً يضيق عند الرجلين ليساعده على الحركة (صورة:7)، ويعلو رأسه عمامة متناسقة الألوان مع الزي ،وتحميه من حرارة الشمس، كما حاول الرسام الاقتراب من شكل الصاجات في اليد اليمنى معشقة في اليد، وفي اليد اليسرى حاملاً إبريقًا صغيرًا يغسل منه الأكواب الزجاجية بعد الشرب، وتعددت ألوانه بشكل متناسق مع الإبريق الكبير الذي يسمى «القدرة» وهى إبريق ضخم يحفظ العرقسوس مثلجاً من حرارة الشمس تعلوه فتحات مثبتة بها الأكواب الزجاجية، ولكن الرسام اكتفى برسم "الإبريق الضخم" بأشكال زخرفية في أعلاها وبألوان متناسقة، ويحيط بالإبريق حزام من شرائح "الفوم" حول خصره وكتفيه ليساعده على حمله دون إلحاق ضرر بالظهر، ونلاحظ أن مع كل بائع تتناسق أوان الإبريق مع الزي في شكل متناغم، وهذا يدل على إبداع الرسام في إعطائنا حالة من التناغم والانسجام.
الشكل(7):بائع العرقسوس
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
بائع الفول:يُعد طبق الفول في رمضان طعاماً مفضلاً في وجبة السحور، ويطلق عليه في الثقافة الشعبية المصرية "الفول المدمس"، ويعد من أكثر الأغذية انتشارًا في مصر، ويطلق عليه "مسمار البطن" وهذا يعني الوجبة الرئيسة التي تجعل الانسان يصمد طول اليوم دون أن يشعر بالجوع، ويتم طهي الفول - تدميس الفول - في إناء متسع له رقبة صغيرة بغطاء يصنع من الالمونيوم، ويطلق عليه "قدرة الفول"، وفي المنازل تكون أقل حجمًا ويطلق عليها "دماسة الفول"، وبعد طهيه يتم إضافة الزيت والليمون والدقة المصري، إلا إن الفقراء وفئات العمال والموظفين يعتمدون عليه اعتماداً كبيراً في وجبة الإفطار، وحاول حرفي العرائس الخشبية تجسيد عربة الفول بشكل إبداعي فصمم حبات الفول من عجينة السراميك واضافة لها اللون البني الغامق ليكون أقرب لشكل الفول(صورة:8)، ووضع في يديه اليمنى زجاجة الدقة المليئة بالتوابل التي تضبط طعم الفول باللون الأصفر، وإحدى الأطباق وضع فيها الفلفل الحار مستخدم عجينة السراميك باللون الأحمر ، كنوع من أنواع المقبلات لفتح الشهية مع وجبة الفول، واهتم بتزين عربة الفول باللون الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق، استخدم بعض الألوان التي تتسم بها الثقافة الشعبية.
الشكل(8): بائع الفـــــــول
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
المسحــــراتـــــــــــــــــــي : تُعد مهنة المسحراتي أحد المهن الشعبية التي لا يستأجر عليها من قبل الحكومة، ولكنها مهنة يتم أخذ راتبها من الناس المقيمين في المنطقة التي ينادي بها المسحراتي، كانت قديمًا تأخذ على شكل وجبة من الطعام ولكن الآن في الغالب تأخذ أموالاً بصفة يوميًا أو في العيد، فهو الذي يوقظ الناس لتناول وجبة السحور في ليالي شهر الصوم، بطبلته الصغيرة التي يحملها في رقبته، وتتدلى إلى صدره أو يحملها بيده ويضرب عليها بعصا خاصة، وهو ينادي صاحب البيت باسمه أو أحد أفراد الأسرة، ويدعوه للاستيقاظ من أجل السحور قائلا: (إصحى يا نائم ... وحد الدائم... رمضان كريم) (صورة:9)، وهي من الشخصيات المحببة للصغار والكبار ، ويطوف حوله الصغار وهم يحملون فانوس رمضان، وقام الرسام برسم وتجسيد شخصية المسحراتي مستخدم الطبلة في اليد اليمنى والعصا في اليد اليسرى معشقان في الأيد؛ لتثبيتها، مستخدم الزي الأزرق الفاتح والسديري الأحمر، وفوق رأسه الطاقية بدرجات البني الفاتح والغامق.
الشكل(9): المسحراتـــــــــــــي
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
القهوجي : تعني كلمة "قهوجي" هو صانع الشاي والقهوة في المقهى، وهي كلمة ليست عربية وإنما هي كلمة تركية ، واي كلمة تنتهي بـــ (جي) تفيد الحرفة في اللغة التركية مثل (عربجي –أجزجي .إلخ)، وهي مهنة تقليدية لا تتطلب خبرة أو مهارة، ولكن تكتسب الخبرات والمهارات في مجال العمل، ويشتهر القهوجي بالنداء في المقهى قائلا:
(أيوه جااااي... وعندك اتنين مظبوط وواحد خمسينة وصلحه)، ويتميز القهوجي في الثقافة الشعبية المصرية أن له مصطلحات ومسميات خاصة يتميز بها عن غيره من المهن، فبالنسبة للقهوة تُعرف بالمزاج العالي لدى رواد المقاهي، فكلما اختلف مقدار السكر والشكل والحجم اختلفت مسمياتها.. فـ« السرياقوسي أو الحريمي أو الكعب العالي » قهوة سكر عادى، أما القهوة «الفرنساوي»، فهي قهوة بحليب بن خفيف، وهناك «الاسكتو» وهى قهوة بدون سكر أو ما تعرف بالقهوة السادة، أما القهوة «العثمانلى» فهى قهوة بـ«فنجان»، وهناك القهوة «المكحلة» فهي قهوة يوضع عليها لبن خفيف جدا، أما مشروب الشاي تختلف مسمياته باختلاف «التلقيمة» - مقدار الشاي والسكر-، فكلما اختلفت طريقة إعداد الشاي أو التلقيمة اختلفت مسمياته، فمثلاً الشاي الخفيف مع السكر الزيادة يُعرف بالـ«فريسكا»، أما «السكلانس» فهو شاي باللبن، والشاي «الميزو» وهو شاي خمسينه يوضع في كوب صغير ،والشاي «ميَزة» (الشاي باللبن) وهو كوب من الحليب الصافي، مضاف إليه تلقيمة الشاي والسكر، دون إضافة الماء، أما «البربري» فهو شاي ثقيل مع الحليب، أما «شاي على بوسطة» فهو شاي عادى، وهكذا تختلف المسميات وتتعدد المصطلحات وفقا للثقافة العامة وطريقة العمل، وقد حاول الرسام تجسيد شكل "القهوجي" في عرائس الخشب الذي يحمل في يده صينية مليئة بالكوب ومعه براد الشاي في اليد اليمنى بكل مهارة (صورة: 10)، وفي اليد اليسرى يحمل الشيشة، وهذه الموتيفات توضع في يد العرائس باستخدام اللاصق، مع استخدام الألوان المتناسقة مع الزي ما بين الأزرق الفاتح والابيض، والأصفر والبني والأزرق الفاتح، ويشتهر "القهوجي" بارتداء فوق الجلباب مريلة المطبخ الذي يوجد بها جيب لوضع النقود، وحاول الرسام رسمها وتلوينها بشكل يمنحنا الاحساس بوجودها منفصلة عن الجلباب.
الشكل(10): القــــــــــــــــهـــــوجـــــــــــــــــــــي
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
الصيـــــــــــــــــــاد:اشتهرت مهنة الصيد في سواحل مصر، وتُعد مهنة الصيد من أهم المهن التي تساعد في سد عجز كبير من الغذاء، كما تُعد من أرخص أنواع الغذاء الغني بجميع الاحتياجات الغذائية التي يحتاجها الإنسان، وحاول الرسام التفنن في تجسيد الصياد في العرائس الخشبية(صورة:11)، فاهتم بزي الصياد والألوان التي تتناسق مع بعضها البعض، فقد اشتهر الصياد بملابس متميزة عن غيره من المهن، فيرتدي الصياد سروالاً طويلاً فضفاضًا، يحده من أعلى عند الوسط "كمر" يقفل بأزارأو تكة، وتحت الكمر ينسدل "السروال" باتساع عن طريق طيات أو كشكشة، وينتهي عند الكاحلين بأساور تقفل بأزرار. أما من أسفل المنتصف فله حجر واسع يتيح للصياد الحركة السهلة عند العمل، وحاول الرسام الاقتراب من هذا الشكل، وتحدد ألوانه بين الأسود أو الأزرق أو الأخضر أو البني، ويرتدي الصياد أيضًا ما يسمى بالفرملة "صدرية"، وهو مثل السديري يتشابه معه في أنه بدون أكمام وقصير، وتحدد ألوانه وفقًا للون القميص حتى يعطي إحساسًا بالتناسق، أما "الشاملة" التي يرتديها الصياد فهي عبارة عن قطعة قماش طويلة تُصنع من القطن، على أن تثنى طبقتان ويثبتها الصياد أعلى السروال، وهي الفاصل بين السديري والسروال، أما غطاء الرأس "الطاقية" وهي عبارة عن غطاء للرأس للرجال على شكل مخروط، تحدد ألوانها ما بين البني والأصفر، والأزرق والأصفر، واستخدم الحرفي خيوط "الكروشية" لعمل شبكة الصيد وهي إحدى أدوات الصيد التي يحملها الصياد على كتفه باللون الأبيض، ويحمل في يديه "المشنة" وهي الحقيبة التي يضع الصياد فيها السمك الذي تم صيده.
الشكل(11): الصيــــــــــّـــــــــــــــــاد
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
العمدة:هو الممثل للحكومة بكامل فروعها في بلده (صورة:12)، وهو الوسيط بينها وبين الأهالي، فعليه ترتكن الحكومة، واليه ترجع أمور أفراد أهل البلدة، لذلك فإن سعادة القرية وشقائها مرتبطين بكفاءة العمدة، وعليه يجب أن يختار العمدة من أفضل الناس في البلدة، بحيث يكون عالمًا بأحوال وطباع الناس، وعارفًا بمشارب عائلاتها واقفًا على حاجاتهم مهتمًا بها كما يهتم لأمور الشخصية ومتضامنًا معهم في العمل على ما فيه مصلحتكم. (محمود، 2015م، ص879).
اتسم العمدة في الثقافة الشعبية المصرية أن له الهيبة والسلطة في القرى المصرية، وحاول الحرفي أن يجمع الموتيفات التي يتميز بها العمدة في تجسدها في العرائس الخشبية، فاستخدم الشمسية التي تحمي العمدة من أشعة الشمس عندما يسير في الغيط صباحًا، وأحيانًا أخرى يكون معه صبي يحمل له الشمسية أو الغفير، وقام بتعشيق عصا الشمسية في يد العمدة اليمنى للإحساس بتناغم، واليد اليسرى عصا معشقة في يد العمدة، قد تستخدم أثناء السير في الغيطان لإبعاد أي شيء أمامه يعيقه في السير، مستخدما الألوان المتناسقة في الزي من جلباب مخطط يرتدي فوقه عباية، واعتاد العمدة على وضع شال مصنوع من خيوط القطن والصوف، وحاول الرسام وضعه على كتف العمدة بلون أحمر مزخرف بالأبيض ليتم تميزه عن باقي الأزياء، وكان العمدة قديمًا يرتدي فوق رأسه الطربوش وهو غطاء للرأس كالقبّعة أحمر اللون أو من مشتقات اللون الأحمر بين الأحمر الفاتح والأحمر الغامق على شكل مخروط ناقص تتدلى من جانبه الخلفي حزمة من الخيوط الحريرية السوداء، وقد جعله الخراط جزءًا من الجسد وليس منفصلاً، وكان دور الرسام وضع اللامسات الفنية التي تعبر عن شكل الطربوش.
الشكل(12): العمدة
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
شيخ الغفر:ويعني بــ"شيخ الغفر" كبير الغفر أي رئيس الغفر، وهو المرتبة الثانية للعمدة، ويتولى هذا المنصب من قبل الحكومة، ويقوم باستلام سلاح لأمن القرية، وحراسة العمدة، ودائما يسير مع العمدة في جولة بالقرية صباحًا كظله، وغالبًا ما يتولّى اثنان من الغفر هذه المهمة، وليلاً يتم التناوب بينهما في التجول بالقرية حتى الفجر، وقد أبدع الرسام في تجسيد الشخصية من خلال الزي الذي اشتهر به الغفير(صورة:13)، وهو عبارة عن بالطو طويل يصنع من صوف باللون البني الغامق ويغلق بزراير كبيرة مُحكمة فوق الجلباب، وحاول الرسام أن ينوع في رسم بالطو الغفير ما بين مغلق ومفتوح ، مضيفا شكل البندقية عبر عصا من الخشب باللون البني ورسم الحزام الذي يوضع حول صدر الغفير وبين البندقية، وهو عبارة عن جيوب. حاول الرسام أن يكون دقيقًا في رسمها، واستخدم بعض الاكسسوارات التي تساعده في تجسيد الشخصية مثل الحزام المصنوع من قماش الستان، ثم ربطه مع البندقية ولاصقه على اليد، وإذا لاحظنا طربوش شيخ الغفر يختلف عن طربوش العمدة، وهو طربوش يكون باللون الأسود وفي المنتصف خط أحمر عريض عليه رقم الغفير المسجل في قسم الشرطة، وهي في الأصل تكون مصنوعة من المعدن، وحاول الرسام أن يقترب من الشخصية.
الشكل(13): شيخ الغفر
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
الفلاح:هو المزارع الذي يقوم بزرع وحصاد الأرض الزراعية، ويمثّل الفئة الكادحة في القرى المصرية، وهو من صغار الملاك للأراضي الزراعية، وأحيانًا يعمل بالأجر في أرض العمدة أو أحد الملاك الكبار، وقد حاول الرسام تجسيد شخصية الفلاح في العرائس الخشبية(صورة:14)، وقد أبدع في عمل فلاح له موتيفات مثل الفأس الذي يعمله بيده اليمنى من خلال عصا الفأس المعشقة في اليد، وفلاح له أدوات تم رسمها كجزء من الشخصية كالفأس الذي يحفر به في الأرض لوضع البذور، والمنجل الذي يقطع به الخضرة التي تم زراعتها، وكذلك رسم اليدين وعدم تجسدها، فقد نوع الرسام في تشكيل شخصية الفلاح، كما رسم المنديل الذي يوضع على رأس الفلا ح فوق الطقية والذي اشتهر به الفلاح المصري. والفلا ح في الغالب الأعم يرتدي جلبابا ويقوم برفع الجلباب إلى أعلى من خلال حزام من القماش حتى ييسر عليه العمل
في الأرض الزراعية.
الشكل(14): الفــــــــــــــــــــلاح
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
بائعة الجبن:وضح الأرشيف المصري للحياة والمأثورات الشعبية أن الجبن القريش من منتجات الألبان المتخمرة التي تعتمد في صناعتها على أنواع معينة من الأحياء الدقيقة فأن لها تأثيرًا كبيرُا على صحة الإنسان. ويُعد الجبن القريش هو أحد أنواع الجبن الطرية البيضاء التي تنتج عن طريق تخمر اللبن بواسطة بكتريا حمض اللاكتيك، ويصنع هذا النوع من الجبن من اللبن الجاموسي بعد نزع الدهن منه، ويعد الجبن القريش من أكثر أنواع الجبن استهلاكاً في مصر, كذلك يستخدم الجبن القريش الزائد عن الحد في صناعةالمش وهو من الأغذية الضرورية عند كثير من فلاحي مصر، ونظرًا لارتفاع نسبة البروتين بالجبن القريش مع انخفاض نسبة الدهن فإنه أيضاً من الأغذية المهمة لكثير من المرضى.
وتصنع الجبن القريش من (1- حلب اللبن 2- تصفية اللبن من الشوائب 3- فرز اللبن 4- غلي اللبن 5- يترك اللبن لفترة طويلة حتى يكون قطع جبن ثم توضع على الحصيرة)، ويتم ذلك في العديد من بيوت القرى الريفية، وتقوم السيدات ببيعه في أنحاء القرية، أو في الحضر؛ نظرًا لتفوق سيدات الريف في تصنيعه، وهو يشبه القالب المربع، وقد قام الحرفي بخرط عرائس بائعة الجبن في شكل قالب العرائس (صورة:15)مع وضع اليد اليمنى أعلى؛ للإيحاء أنها تحمل شيئًا، وعلى الرأس شكل دائري متسع وهو في الاصل قطعة من القماش تضعها البائعة حتى تفصل بين ما تحمله ورأسها، وكما أنه من المعتاد أن تضع بائعة الجبن فوق رأسها قطعة من القماش الملفوفة بشكل دائري؛ لكي تتحمل صينية الجبن، ويأتي دور الرسام لرسم وتلوين العرائس بأشكال والوان مختلفة ومتناسقة ما بين الأحمر الفاتح وزخرفته بالأحمر الغامق، والأزرق وزخرفته بالأزرق الغامق، فقد أبدع الرسام في تلوين جلباب بائعة الجبن، وقد حاول الرسام الاقتراب من هذا الشكل في رسم وتلوين قطعة القماشة الملفوفة وصينية الجبن، وقام بتصميم الجبن من عجينة السراميك كشكل مجسد للجبن القريش، وفي اليد اليسرى وضع بعض الموتيفات: (إناء على شكل القلة بسلسلة معدنية تدخل باليد تكون مُحكمة، أو وضع بطة ملونة تُضع بين ذراعها اليسرى من خلال لاصقها؛ وهذا لأن البائعة القروية تحاول وضع بضائع اخرى لبيعها من أجل مساعدتها على المعيشة ، كما أنه اهتم بوضع الاكسسوارات كالحلق الذي يعطي جمالاً وبهيًا للعرائس الخشبية).
الشكل(15): بائعة الجبن
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
بائعة الخضروات:اشتهرت المرأة المصرية بالكفاح والنضال في حياتها للحفاظ على كيان الأسرة المصرية، فكانت المرأة الريفية، وهي خير مثال للمرأة المصرية، يدًا بيد مع الرجل في الغيطان، من أجل لقمة العيش. تقوم المرأة بجمع جزء من المحصول وبيعه في الأسواق العامة أو في بيوت أسر القرى، لتُيسر عليهن الذهاب للأسواق، فحاول الرسام تجسيد شكل المرأة الريفية التي تحمل فوق رأسها "مشنة" الخضار، والتي تم تلوينها على شكل فراغات، حتى تكون قريبة من المشنة المصنوعة من الخوص، وقام بعمل شكل الخضار من عجينة السراميك الملون باللون الأحمر (صورة:16). وتحمل في يديها اليسرى الميزان، الذي تقوم من خلاله بوزن كمية الخضار أثناء البيع، وقد نوع الحرفي في تصميم الميزان بكفتين فوق بعض أو بجانب بعض وفي الوسط خشبة الميزان، وهي من الخشب ويربط بين كفة الميزان والخشبة بعض السلاسل المعدنية، كما أنه حاول أن يقوم بزخرفة جلباب المرأة الريفية التي تشتهر بالجلاليب المنقرشة والمزخرفة بأشكال الطبيعة من زهور وأغصان وورود في إطار من الألوان المتناسقة (الأصفر والأخضر والبني والأزرق)، مستخدمًا الأكسسوارات– الحلق - الذي يزين بها المرأة ليظهر جمالها وأناقتها.
الشكل(16) بـــــــــــــــــــــــائعة الخضــــــــــــــــــــــــروات
المصدر:وزارة التضامن الاجتماعي، محافظة الشرقية، مصر.(هدية من الأسر المنتجة)
نتائج البحث
-
تميزت حرفة العرائس بأنها تُحاكي الطبيعة، وكذلك تُحاكي خيال الفنان، ففي بداية الأمر كانت ترسم الأيد ولا يوجد مكان للقدم أو رمز يشير لها، ولكن مع التطوير في مجال الحرفة، بدأ الحرفي يضع ذراعا بكف ولكن بدون أصابع وهذا يظهر جليلاً في أطراف العرائس الخشبية، وتم تصميم الأيد على شكل هندسي دائري كرمز يعبّر عن الكف، وإضافة لعملية التحديث والتطوير تصميم بعض التقنيات للعرائس الخشبية في عمل أقدام للعرائس لتثري العمل الفني وتزيده جمالاً.
-
تدعيم مؤسسة كوسبي الإيطالية لجمعية التدريب المهني والأسر المنتجة بالشرقية، فكان له الدور الرائد في تنمية حرفة العرائس الخشبية، لأن من سماتها شراء المنتجات التي تحافظ على البيئة، فقامت بشراء منتجات الجمعية وبيعها بإيطاليا لنشر الثقافة الشعبية المصرية عبر العالم الأوربي.
-
أكدت الدراسة أن الابتكار والمهارة الفنية والخيال المتسع لمشغولات الخرط الدقيق حصيلة جهد وفن وإبداع حرفي، من أجل انتشار الوعي وتنمية القدرة الابتكارية في المجتمع.
-
اعتمد الحرفي في زخرفة وتزين العروسة الخشبية على عنصرين أساسيين هما: (العنصر الأول: الوحدات الهندسية البسيطة كالدائرة والمربع-العنصر الثاني: الزخارف والألوان والإكسسورات التي تزين بها العروس).
-
تم توظيف العروسة الخشبية بدلالات وأشكال ذات صياغة تشكيلية تحمل في طياتها الثقافة والبيئة المصرية.
المقترحات والتوصيات
-
البحث عن مظلة حكومية أو خاصة تتبنى هذه الحرفة والشباب الواعد الذي يَبدع ويضيف كل جديد في العرائس الخشبية، من خلال توفير المواد الخام، وعائد يؤدي الي استقرار الحرفي اجتماعيًا واقتصاديًا، بهدف تحقيق التنمية الشاملة لحرفة العرائس الخشبية.
-
التوثيق لمنتجات حرفة العرائس الخشبية لتعطيها صفة الاستمرارية والبقاء.
-
تفعيل دور البحث العلمي في فن العرائس الخشبية للنهوض بتنمية الحرفة، وارتقاء ثقافة وتعلم الحرفي في مجال الحرفة، وتوثيق لأهم الأعمال الفنية للعرائس الخشبية كمرجع علمي يُعتد به.
-
السماح للأسر المنتجة من قبل وزارة التضامن الاجتماعي بتوفير صفحة انترنت web online لتسويق المنتجات كمنفذ بيع يساعد الحرفيين في تسويق منتجاتهم.
-
تفعيل دور رجال الأعمال في المساعدة على تسويق وترويج الحرف الشعبية.
المراجع
مركز الصناعات اليدوية، (2019) الصناعات اليدوية في مصر:هل نحن على الطريق الصحيح؟ https://shorturl.at/5ahE5
حسين عبد المطلب الأسرج، (2006). مستقبل المشروعات الصغيرة في مصر. الاهرام الاقتصادي، (229).
زينب عمر محمود، (2015). نظام العمد في مصر 1895-1947. مجلةكلية الآداب ،ج2، (40). (جامعة بنها، المحرر).
سامح فرج، (2006)، معجم فرج للعامية المصرية والتعبيراتالشعبية (في النصف الثاني من القرن العشرين) ، (ط1). القاهرة، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
علاء الدين أسامة عبداللطيف، (2016). الحرف والصناعات اليدوية كأداة للجذب السياحي في مصر بالتطبيق على منطقة خان الخليلي. مجلةكلية السياحة والفنادق،(1). (جامعة الفيوم، المحرر).
علي بزي، (2011). الحرف التقليدية: أهمية الدراسة الميدانية ومنهجية دراستها. مجلةالثقافة الشعبية، (13)، 182.
محـمد حسن، (2020). دور الصناعات اليدوية والحرفية في التنمية الاقتصادية المحلية بجمهورية مصر العربية: دراسة في تحليل السياسات. دور الصناعات اليدوية والحرفية في التنمية الاقتصادية المحلية بجمهورية مصر العربية ،المجلد 22، (1).
. 1أمينة عبد الله سالم : كلية الآداب جامعة حلوان، مصر .
Auteurs les plus recherchés
Articles les plus lus
- التراث الثقافي بالجزائر : المنظومة القانونية وآليات الحماية
- التّراث الشّعبي والتّنمية المستدامة. قراءة في الرّقصات الشّعبيّة
- Eléments d’histoire sociale de la chanson populaire en Algérie. Textes et contextes
- Les Turcs dans la poésie populaire Melhoun en Algérie. Emprunts et représentations
- Mot du directeur du CRASC